واشنطن- عماد الرواشدة
مع انتهاء جولة وزير الخارجية الأميركية “أنتوني بلينكن” في المنطقة، قصفت إسرائيل مستشفى في القطاع وقتلت بلمحة بصر خمسمئة غزي قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي لتل أبيب، واضعة واشنطن في قلب الصراع الحالي ليس بوصفها داعما دبلماسيا كما جرت العادة، ولكن باعتبارها المهندس لهذه الحرب.
مع انتهاء مهمة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن وتسليمه دفة القيادة لبايدن لإدارة المشهد، يغدو واضحا أن المهمة الأساسية لواشنطن فشلت حتى الآن، فلا هي تمكنت من حشد الدعم الرسمي لإدانة حماس، حتى من الأردن الشريك الأول في مكافحة “الإرهاب” والذي أغلق مكاتب الحركة نهاية التسعينيات، أو من السعودية ومصر المعارضتان الأشد تصلبا لتيارات الإسلام السياسي عموما، ولا هي نالت موافقة عربية رسمية على إخراج الفلسطينيين من غزة نحو مصر.
ببساطة، يمكن تلخيص ما حدث بالقول إن رغبات الولايات المتحدة في المنطقة لم تعد أوامر بالضرورة. اعتادت واشنطن انتزاع إدانات سهلة من الحكومات العربية لما تختار هي تصنيفه إرهابا، وحشدهم خلفها في حملات إدانة لأحداث عنف دولية ضحاياها في الغالب غربيون رغم تجاهلها لضحايا الإرهاب من العرب والمسلمين. اليوم، يبدو أن الأمر لم يعد بهذه السهولة.
صحيح أن الموقف الرسمي العربي الأخير بالاعتذار عن لقاء الرئيس الأميركي لا يرقى لمستوى تحدي واشنطن، وصحيح أن هذا الاعتذار جاء بالتشاور مع البيت الأبيض لتجنيب أنفسهم كلفته السياسية، لكن ذلك لا ينفي أن معناه العميق يكمن في أن الانفلات الأميركي في السياسة الخارجية على هذا النحو يزيد العبء على حلفائها ويضعفهم، وينعكس على سياساتها في المنطقة، والأهم أنه يشجع أؤلئك الذين يراجعون علاقاتهم معها مثل الرياض، على التريث في العودة التامة لمدارها.
لكن بالعموم، تستند الثقة الأميركية البادية في تصريحات بلينكن قبل لقائه الزعماء العرب فيما يبدو إلى اعتقاد، أو ربما توهم، أن الخلاف الإيديولوجي والسياسي بين النظم العربية وتيارات الإسلام السياسي سيجعل من إدانة الأولى لحماس تحصيل حاصل، ويسهل مشروع بلاده لترتيب المنطقة وفق مصالحها، وهذا على الأقل لم يحصل.
ومع إدراك واشنطن خطأ مجمل هذه الافتراضات التي حملها بلينكن للمنطقة متحمسا، اضطرت إلى التريث في دعم الاجتياح الذي لا يبدو أنه سيقع في الأيام المقبلة في ظل تواجد بايدن.
لكن رغم قتامة المشهد، إلى أن فيه الكثير مما يمكن اعتباره ملامح ارتباك جسيم في السياسة الخارجية الأميركية، ويمكن تصنيفه، إلى جانب مؤشرات أخرى، ضمن تمثلات الانحسار في مشروع الهيمنة الأمريكة في المنطقة والعالم عموما.
أميركا: صراعات الداخل والخارج
الولايات المتحدة التي لم تحرك سفنها إلا لمواجهة أقطاب القوة في العالم، ترسلها اليوم عبر المحيطات للدفاع عن مشروعها الصغير في الشرق الأوسط بعد أن هدد وجوده فصيل مسلح محاصر منذ عشرين عاما
تظهر أبرز ملامح الارتباك الأميركي جلية في محض فكرة إرسال رئيسها (الذي يواجه تحقيقات في شبهات فساد وتنفع من المنصب من خلال نجله “هنتر”) خيرة بوارجها الحربية وعدتها العسكرية وعتادها لدعم “الدولة اليهودية” في محاربة قطاع لا تتجاوز مساحته ٣٥٠ كيلو مترا مربعا وفصيل مقاومة بمعدات لا تذكر إذا ما قيست لحجم قوتها العسكرية. الولايات المتحدة التي اعتادت تحريك سفنها لمواجهة أقطاب في العالم، ترسلها اليوم عبر المحيطات للدفاع عن مشروعها الصغير في الشرق الأوسط بعد أن هدد وجوده فصيل مسلح محاصر منذ عشرين عاما. على أن هذا النمط في تسخير القوة الأميركية الجبارة لمواجهة فصائل عسكرية صغيرة حول الكوكب ليس جديدا، فقد توجهت أساطيلها قبل سنوات فقط لمحو حركة بدائية في جبال أفغانستان قاتلتها عشرين عاما ثم انسحبت وسلمت لها سلطات البلاد.
واليوم، تتجاوز واشنطن بقيادة بايدن عرفا جرى عليه رؤساؤها السابقون، بدرجات متفاوتة، منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع على الأقل، بدعم إسرائيل دبلماسيا في الصراعات دون الظهور بمظهر التورط المباشر في جرائمها، تتجاوزه إلى تبني الحرب فعلا وقولا عبر تعهدها بتقديم شيك مفتوح لتمويل الجهد العسكري الإسرائيلي، وإرسال الجنود ورجال الاستخبارات للإعانة باجتياح مدينة صغيرة لا تكاد ترى على الخريطة. ليس مبالغة القول إن التوصيف الأدق لما يحدث هو أن ثمة حربا أميركية على غزة ينتصر فيها القطاع الذي لم يعد يملك ما يخسره على بلاد تخسر كل يوم كثيرا مما تملك. لكنها أيضا حرب الولايات المتحدة على مجمل المنطقة، على فكرة الاعتراض على سياساتها وخياراتها الدبلماسية والعسكرية وإسرائيل إحداها.
ويظهر الارتباك الأميركي أيضا في تناقض المواقف الرسمية بين منح إسرائيل كامل الحرية في اقتلاع حماس، وبمعزل عن الكلف الإنسانية، من جهة، والحرص على تجنب توسع الصراع من أخرى. وكأن تدخل البوارج الأميركية البريطانية بحد ذاته ليس توسيعا للحرب من الناحية الفعلية. ما الذي يمكن أن يعنيه إنهاء حماس غير نسف توازن القوى في المنطقة بين إسرائيل وخصومها، وتهديد وجود حزب الله وإيران مع الآثار الجسيمة التي يمكن أن يخلفها ذلك على الأطراف الدولية الداعمة في بيكين وموسكو.
نظريا، وفعليا أيضا، ليس للولايات المتحدة أي مصلحة في توسيع النزاع في ظل عجزها عن ترتيب شأنها الداخلي في أدق التفاصيل مثل إقرار ميزانية للبلاد وتجنب إغلاق محتمل نهاية هذا الشهر، أو حتى ملئ الفراغ التشريعي غير المسبوق تاريخيا بفعل عزل رئيس مجلس نوابها، أو لملمت الانقسام الحزبي الجمهوري المعطل للتشريع، والحيلولة دون تشظي الحزب الديمقراطي نفسه بسبب الحرب في غزة في موسم الانتخابات التمهيدية. لكن سلوكها يدفع نحو الحرب الشاملة.
تجهد الولايات المتحدة أيضا في الحفاظ على تماسك داخلي يتهدده الانقسام الثقافي والايديولوجي الحاد، غياب التصنيع، تراكم المديونية وتعدد جبهات القتال حول العالم، ويعبر عن نفسه على نحو عنيف أحيانا كما في أحداث اقتحام الكونغرس غير المسبوقة في تاريخ البلاد، وعلى نحو خافت في آخرى على شكل تدهور في مستوى الثقة بالصحافة الحرة وبمؤسسة القضاء عماد النظام الديمقراطي. نظام يواجه أعيانه اليوم، من كلا الحزبين، قضايا فساد لخصتها فضائح عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، القضايا المرفوعة على دونالد ترمب، والتحقيقات في تنفع بايدن ونجله من المنصب الحكومي وتلقيهم الرشى من رموز فساد في اوروبا الشرقية، وحكومات صديقة وعدوة على السواء.
اليوم تعمق الأحداث في غزة كل ذلك.
يرسل عشر نواب ديمقراطيون برسالة إلى الرئيس يطالبونه فيها بوقف فوري لاطلاق النار ومساعدة الغزيين. وقبلها بأسبوع أرسل خمسة وخمسون نائبا ديمقراطيا برسالة مماثلة تطالب بمساعدة المدنيين في القطاع. وفي حين يتداعى هؤلاء الأعضاء في “اليسار” لدعم غزة، يتوجه زملاؤهم في الحزب إلى تل أبيب للوقوف إلى جانب إسرائيل، على رأسهم رئيس مجلس الشيوخ، اليهودي شك شومر. وفي نيويورك صوتت إدارة بايدن بالرفض على قرار مجلس الأمن تقديم المساعدات العاجلة للقطاع، فيما تواصل إرسال الذخيرة والمعدات لتل أبيب، بل إنها توعز لدبلماسييها بعدم التطرق نهائيا لمقترحات “وقف إطلاق النار، خفض التصعيد، او حقن الدماء”. وفي الأثناء يذكي خطابها الداخلي حالة من الكراهية والعداء ضد العرب والمسلمين راح ضحيتها في شيكاغو طفل فلسطيني في السادسة من العمر.
ليست مبالغة القول إن التوصيف الأدق لما يحدث هو أن ثمة حربا أميركية على غزة ينتصر فيها القطاع الذي لم يعد يملك ما يخسره على بلاد تخسر كل يوم كثيرا مما تملك.
هذا الترهل البيروقراطي والسياسي ليس جديدا، فمنذ تولي بايدن سلطاته وقراره خوض حرب بالوكالة مع روسيا كلفت البلاد عشرات المليارات من الدولارات حتى الان، تراجع الاقتصاد الدولي بفعل عقوباته على روسيا وقطع وارداتها من الغاز والقمح عن العالم، ارتفعت معدلات التضخم في العواصم الأوروبية الحليفة لواشنطن، واصلت أسعار الفائدة ارتفاعها أيضا واضعة العالم في مواجهة مخاطر الركود، وكنتيجة تهاوت معدلات شعبيته، أي بايدن، إلى مستويات تاريخية في صفوف الاميركيين.
اليوم يخوض الحزبان الحاكمان في البلاد صراعا جديا حول ما إذا كان يجب ضم تمويل أوكرانيا إلى تمويل مشابه لإسرائيل في تشريع واحد والتصويت عليه. وقبل أسبوعين كانت أوكرانيا ضحية الانقسام الايديولوجي الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين، حين اتفق الطرفان عل إقرار تمويل مؤقت لموازنة البلاد مقابل حذف بند إنفاق يتعلق بدعم كييف في حربها.
من غير المعروف إن كانت واشنطن بالفعل قادرة سياسيا، ماليا وعسكريا على إعطاء شيك آخر على بياض مشابه للذي أعطته لأوكرانيا من قبل، وهل ما إذا كانت ستأتي لحظة مشابهة يتوقف فيها المشرعون للحظة ليتسآءلوا بينهم عن جدوى ذلك. في نهاية المطاف، رغم عشرات المليارات من الدعم الأميركي لمحاربة روسيا، فشلت أوكرانيا في تحقيق النصر المرجو.
اليوم، يخرج عشرات آلاف الأمريكيين، حتى من المجتمع اليهودي، إلى الشوارع في نيويورك، شيكاغو، واشنطن، ومدن كبرى احتجاجا على الموقف الاميركي المنحاز لإسرائيل. وبالتوازي، تتعرض، ولا تزال، وسائل الإعلام لنقد حاد بسبب انحيازها المطلق لإٍسرائيل، إصرارها على تأطير الصراع بوصفه بين الديمقراطية والإرهاب وترويجها لمعلومات غير موثقة روجتها الإدارة عن قتل حماس للرضع، قطع رؤوسهم واغتصاب النساء، لتضيف مبررات أخرى لانعدام ثقة الجمهور الاميركي بمصداقيتها وهي التي تعد، كما هو مفترض، إحدى أهم روافع النظام الديمقراطي.
أبرز ما تكشف عنه مثل هذه الأحداث هو حجم التأثير الذي يمكن أن تحدثه التعقيدات السياسية الداخلية للولايات المتحدة على مواقفها من تل أبيب. إسرائيل في نهاية المطاف مشروع أمريكي غربي، تمامًا مثل أي مشروع آخر، وليس العكس؛ أو بعبارة بايدن “أفضل استثمار بقيمة 3 مليارات دولار قامت به الولايات المتحدة على الإطلاق”.
القول بأن إسرائيل ليست سوى مشروع الغرب في الشرق الأوسط، يتضمن تأثر هذا الكيان بالأزمات الإيديولوجية الغربية بين اليمين واليسار، تراجع السياسة والاقتصاد وهيمنة الخطابات الإلغائية هناك.
القول بأن إسرائيل ليست سوى مشروع الغرب في الشرق الأوسط، يتضمن تأثر هذا الكيان بالأزمات الإيديولوجية الغربية بين اليمين واليسار، تراجع السياسة والاقتصاد وهيمنة الخطابات الإلغائية هناك.
استطلاعات الرأي تظهر، منذ عشر سنوات على الأقل، تزايد اقتناع الأمريكيين الشبان بالموقف الفلسطيني، في مؤشر على تحلي الأجيال الأصغر سناً في الولايات المتحدة بحس العدالة الاجتماعية والسياسية على نحو يفوق الأجيال التي سبقتها، ويضعها قوة مؤثرة على يسار المشروع الإمبراطوري الأميركي. كان لهذه الشريحة من الشبان أثر بين في فوز الديمقراطيين في الانتخابات النصفية الماضية، وخسارتهم بسبب العدوان الحالي على غزة، أو عموم سياسات بلادهم الخارجية سيزيد الضعف لصلابة التحالف الليبرالي الحاكم في البلاد.
غزة على رقعة شطرنج دولية
بمعزل عن مآلات التحركات الأميركية والغربية، وما إذا كانت إسرائيل ستمضي قدما بالاجتياح أم تقرر توسيع نطاق الحرب عوض ذلك، يبقى أن معركة غزة ليست سوى تمثّل آخر لمساعي الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، خلق عالم جديد خاضع تماما للهيمنته. لا يمكن النظر للانحياز الأميركي السريع والحاسم لإسرائيل، إرسال القطع البحرية العاملة على الطاقة النووية وحاملات الطائرات، ومليارات الدولارات على شكل ذخيرة ومعدات عسكرية وجنود بوصفها محصورة بالاستجابة لتهديد فصيل عسكري في قطاع محاصر بلا أي عمق استراتيجي.
هذا المستوى من استنهاض القوة العسكرية واستعراضها ليس جديدا تماما، فهو ذاته الذي شهدناه في التعامل مع العراق، سوريا، اليمن، ليبيا وغيرها. بالنسبة لواشنطن، يمثل إخضاع حماس، تقليما لما يصفه مسؤولو الأمن الأميركيون “أذرع الأخطبوط” والمقصود هنا موسكو وطهران. وينظر لإنهاء حماس بوصفه تصفية لفكرة مقاومة إسرائيل باعتبار الأخيرة مشروعا استراتيجيا أميركيا-غربيا للهيمنة الدولية. في المنطق الأميركي، يستتبع إنهاء الحركة إضعافا ليس لإيران فقط، بل الأهم لحلفائها في الصراع الدولي بمستواه الأعرض، الصين وروسيا.
لكن هذا المنطق جرى تبنيه قبل ذلك ولم ينتج عنه سوى الفشل.
منذ هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر ٢٠٠١، دخلت المنطقة العربية في فوضى أمِل الأميركيون بقدرتها على تخليق “نظام بناء” موائم لمصالحهم، وفق قراءة مستشارة الأمن القومي للرئيس السابق جورج دبليو بوش، كوندوليزا رايس. مر عقدان على تلك “الفوضى البناءة” ثبت خلالهما بؤس كثير من افتراضاتها المؤسِسة. ورغم أثارها الجسيمة على البلاد والعالم عموما، لا يبدو أن الولايات المتحدة على استعداد لتأمل اللحظة ومراجعة المسار، فالقرن الواحد والعشرين ينبغي، برغم كل شيء، أن يكون “قرنا أميركيا” بتعبير جو بايدن.
في الإطار العام، تجهد الولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنة متفلتة خارجيا في كل بقاع العالم، من أوروبا الشرقية، إلى آسيا، وإفريقيا التي انقلبت على قرون الاستغلال الغربي، وحتى في الشرق الأوسط
في الإطار العام، تجهد الولايات المتحدة في الحفاظ على هيمنة متفلتة خارجيا في كل بقاع العالم، من أوروبا الشرقية حيث تتعثر الحرب الأوكرانية، إلى آسيا والصين، أو في إفريقيا التي بدأت تنقلب على قرون الاستغلال الغربي، وحتى في الشرق الأوسط حيث تسارع دول رئيسة، على صلة وثيقة بالصراع في غزة، مثل مصر والسعودية نحو الانضمام لحركة جنوب العالم الصاعدة على أمل خلق نظام دولي متعدد الأقطاب أكثر عدلا.
ليست غزة سوى حجر آخر على رقعة شطرنج الصراع على شكل العالم بين هوس الغرب بإدامة الهيمنة والنفوذ، وسعي مليارات البشر، ولو على نحو تعوزه الفعالية والتنظيم، لبناء بديل أكثر إنسانية وعدلا. وبمعزل عن نتائجها المباشر، سواء تطورت الحرب على غزة إلى اجتياح أم لم تتطور، أو توسعت إلى مواجهة إقليمية أم لم تفعل، يبقى أنها ستُضيف، بتعقيدها وخطورتها وصعوبة احتوائها، وكما أضافت صراعات أخرى ممثالة، عبئا جديدا إلى عموم المشروع الغربي المأزوم في العالم.
فيما يشبه محاولة لوقف الزمن، جرت الإمبراطوريات على القتال بشراسة حين تستشعر انحسار هيمنتها حتى لو تطلب الأمر فتح العالم كله على جبهة قتال واحدة. يسأل مذيع “سي بي أس” الأميركية “بايدن”: أليس صعبا علينا إدارة كل هذه الحروب حول العالم؟ فيجيبه ضاحكا ومندهشا في آن: “بالتأكيد نستطيع. نحن الولايات المتحدة؛ بالله عليك! نحن اعظم دولة في العالم”.